Tuesday, August 29, 2006

فرضا" لو

لو حلّل اللّه الإنتحار، لتسابقت الأرواح فيما بينها و شرعت تحتفل بميلادها

لو حلّل اللّه الإنتحار، لأصبح لبنان صحراء قاحلة يحرسها غرابٌُ ضجران


لو حلّل اللّه الإنتحار،لظهرت بقعة بيضاء على سطح الكرة الأرضيّة تمتدّ على مساحة
10452 كم2

و لو حلّل اللّه الإنتحار، لنكّست جميع البلدان أعلامها..

Sunday, August 27, 2006

يوم النّقد العالمي

غالبا" ما تمرّ الأحداث على المرء دون الاتّصال بتفاصيلها... ولكن لا بدّ من الاشارة الى أهميتها خاصّة" في تسلسل أيّامي :

- " أكشن !"
يدخل الممثّل الى المطعم، يجلس بتوتّر تجاه البطلة يجمعهما عصير برتقال على شرشفٍ أخضرو ذلك تحت تأثير موسيقى كلاسيكيّة. وطبعا" اضافة الكومبارس هو أمر لا بدّ منه: أشخاصٍ تتبادل الحديث في الوقت عينه،فتيات تحضنّ كتبهنّ بطريقة عنيفة وأناس تتدفّق بالمرور أمام البطلين..

- أحمد، ما تسبنيش يا حبيبي!! خلاص، أنا ما عدتش أستحمل الوضع ده.
- يا ليلى، أرجوك، استنّي لما أتخرج و آخد الشّهادة. بعديها أنا مستعد أروح عند باباكِ.

" زااب "
أنتقل الى محطّة أخرى، فيظهر لي احد المسلسلات اللّبنانيّة الّتي تعتمد السّيناريو المتفلسف والخارج عن الواقع. فيه تظهر كلّ الأسماء العربيّة الّتي تبتعد عن الطّائفيّة ،كزياد مثلا"، كريم، جاد، سهى، رلى، الخ...

- رجاع لتشوف ولادك عم يكبروا . كل يوم هو بذرة بتزرعا حد بيتك و بغفلة بتشوف الحياة قدمتلك أثمن هدية: تربة أرضك!! وهون لح تركع تحت السّما و تبوس الأرض مرّة بعد مرّة حتّى تحس انو بعدك عطشان، و بدّك تفتّش ع اخر قطرة أمل لترتوي و ترجع تشرق من جديد بعالم ما بتشوف فيه الاّ صفحات مطويّة..

"زاااب"

-أحبّكْ دون فابرسيو...آه، لطالما......."زااااااااااااب"

عندئذٍ، و لإراحة رأسي من ضوضاءِ رتابة التلفاز، أخرج الى الشّرفة كي "أستمتع" بالمشاهد الطبيعيّة:

أحد الجيران يستمع الى آياتٍ قرآنيّة. و ما هي الاّ هنيهات حتّى يستقيل ايمانه و يستبدل بالأرواح الفنيّة: يا طبطب و دلّع، وكلّ ما يرافق الهراء من معنى..

و ها قد ظهر "علي"،أشهر من أن يعرّف. الصّبيّ الّذي كبرت عضلات جسمه بين ليلةٍ و ضحاها و هو لم يتعدّ الخامس عشربعد:
- يا حيوان! شو بااااك؟؟؟
و هنا، ينهال على رفيقه الآخر بالضّرب و يطرحه أرضا".فيرمقني في هذه الأئناء بنظرةٍ استعارها من الّليث . لعلّه يقنعني أنّه ينتمّي الى أسرة شمشون أو هرقل.
. و من ثمّ، يعلو صوت أمّه:
- يا علا (مع فتح العين و اللأّم أيضا")، اطلع عل البيت هلق يا حيوان!!!

أعود الى الدّاخل،
أدير التّلفاز....

Wednesday, August 23, 2006

بين ضلالٍ منسيّة

أعطني فرصة لأشرح، ...
لعل الحروف تموت حين تقال...

قدمت سهوا"
اعتراني الخجل صدفة"
و حلّقت عجبا"

- من أين أنتِ؟
- نسيت....

-ما هو مذهبكِ؟
- نسيت...

- ما هو طموحكِ؟
- نسيت ....

- لما لم تأتِ؟
- نسيت....

- أين سهرتِ البارحة؟
- نسيت...

- متى عدتِ من....
- نسيت...

-........
- نسيت...


الى أن طال النّسيان
فركض يكتب وصيّته...

Monday, August 21, 2006

جبران:تحيّة الى مأمون

...في خيبتي غلبتي

Friday, August 18, 2006

عودة

عادت الى حيث كانت تسند ظهرها
الى حيث طالما تخيّلها واقفة بقامتها المعتدلة
رافعة" رقبتها الملساء كأغنية مكتوبة باتّقان

عادت تتحدّى ابتسامته المرتبكة
الضّائعة بين مزيج عطرها و رائحة جلدها

ناولها مخطوطاتٍ
مسجونة كانت،
تحت الوسائد نامت
تلملم أسرارهمساته...

-" أتعلمين؟ لقد ارخى الزّمن عينيه عن دربنا،
رغما" عنه...
وتنزّه الوقت بعيدا" عنّا،
رغما" عنه..."
اسمعيني، أعترف أنّ الحبّ لا يجذب الاّ للشعورالأوّل
و ارى احساسي يبلغ ذروته
و يصل الى نشوته
عندما يعود الزّمن نادما"
ويرجع الوقت مذلولا" آسفا".."

- "أشعر أنّها ستمطر"

- " لمّ تتغيّري البتّة، كما أنّنى لم أتبدّل بدوري
وبعد قليل، سأعود الى الدّاخل
وستعودين أدراجك
وربما ستهاتفينني ذات يوما"
و تطلبين لقاء"
وسألبّي النّداء
و كالعادة لن تتكلّمين
و لكن لماذا؟؟؟

-"أعطني سيجارة أخرى."

-أسمع الماضي يناديني..
نعم، جميل بنا أن نحي ذكراه
ولكنّ المعضلة تكمن في النّسيان
أتعلمين، أودّ الاعتراف ألآن
بأنّني أحبّك
كمذنبٍ ذليل
كرجل طليق الرّوح و الجسد في آن
و لكنّني أرى أنّ الزّمن قد انتصرلا محالة
و لم أستطع اللّحاق به
و أنّ الوقت لا شكّ أنّه تأخّر..."

- "نعم، أنت محقّ
الوقت تأخّر،
فلندخل..."






Tuesday, August 15, 2006

Shopping

ما أجمل التّبضّع بعد الحرب...يعجبك هذا فتبتاعه ويناسبك ذاك فتتفاوض عليه:
-"كم أصبح حسابي؟"

بعد تفحّص دقيق، و انغماسٍ بالّذي بين يديه، زمجر التّاجر:
-" ادفعي بنايتين، جسرا" و محلا" تجاريّا "

رفعت رأسي بعينين يملؤهما التعجّب.
فتابع الكلام
-" لقد ألغينا عملة اللّيرة اللّبنانيّة و بتنا نتعامل بالبنى التحتيّة. و الآن، سدفعين أم أردّ أغراضك الى مكانها؟"

Sunday, August 13, 2006

اللّحظة الحاسمة

نعلن الآن... وقف اطلاق النّار

ترى، كيف سيكون شعورنا في هذه اللّحظات؟؟؟؟

Friday, August 11, 2006

ابق هنا

هي: ابق هنا...لا تغادرنا !!

لم يشأ أن يستمع الى ما تقول..

اعتبر توسّلاتها أغنية مملّة تعاد بلا تعب..فتابع اطعام حقيبته الجائعة..بلا رحمة.
لم يعترف بعباراتها الحزينة و كأنّها تشهد على حربٍ ثانية فتعيد دمار آخر فرصة للاحتفال باليوم المنتظر.

هو: أزف الوقت لأغادر الوطن، فقد خذلني مرّاتٍ عدّة،و اشار للصبر أن يبتعد و يخفو مع الأيّام المدخنة.

هي: ابق هنا و دع سكينتك تهتاج. تجاهل جسدك الأخرس الّذي ما يلبث أن يرقص بجنون أمام صورةٍ همجيّة..أمام وحشٍٍ كاسر يقهقه ببطءٍ لاذع.. ابق لترسم قصرا" على الرّمال و تتمدّد على شجرة زيتون... بل اغرس عظامك قرب جزوعها و قفْ شامخا" تنظر الى السّماء..

هو:لا بدّ للأحلام أن تخبو مع سيطرة الوقت الضّائع...لعلّني أعود مع ورودٍ أنثرها في زوايا بيت لبنان.و لعلّني أعود لأنتشل آخر صرخة طفلٍ الّتي باتت جزءا" من فولكلورنا...

و تحرّر سكون فاضح بين الطّرفين و ما هي الاّ لحظات حتّى أطلق ساقيه فى الهواء...

"وداعا" ".. قالها دون النّظر الى الوراء...

قالها محاولا" اخفاء دمعتين سقطتا سهوا"... سقطتا سهوا"...



Wednesday, August 09, 2006

حلاوة الجهل

حسنا" سأعترف... ما باليد حيلة..
علما" أنّ كلاما" كهذا قد يستدعي الاستغراب و ربّما التّشكيك في الموضوع...

أنا يا جماعة و قد مرّت سنون العمر أمامي، كمن يعتمر قبّعة أو كالّذي يشاهد غروب الشّمس على شواطئ المتوسّط ، أقف لأقول أنّني و بكل بساطة، أجهل أين يقع القلب بالتّحديد...

أرجو منكم الأن أن تريحوا حاجباكم.

لن أستعين بطبيب و لن أضيع بفارق التّكوين الجسدي بين الرّجل و المرأة.
ولكنّ المرء، و عندما يعبّر عن مكنونات ذاته خاصة" في مجال العشق، يشير الى القلب تماما" في الوسط، أي في المكان المنجلي تحت الرّقبة.
و غالبا" ما كنت أسمع أنّه يقع في الجهة الشّماليّة الشّرقيّة للجسد..بين منعطفات كثيرة.
و أحيانا" أخرى "وفي الحالات الاستثناثيّة" يولد في النّاحية الغربيّة...

ضعت خلص..

ماذا الآن؟
أيجدر بي أن أقع في الغرام أو أصاب بالوجل كي أسمعه يخفق عاليا"؟؟

لربّما..وانّما الى ذلك الحين، دعوني أستمتع بجهلي هذا...

Tuesday, August 08, 2006

ليش؟

ليش بدي روح
بوقت كلو جروح
و ريحة الوداع بتفوح
مع كلّ دموعي

ليش بدّى ابقى
و الذكرى عم تسرقنا
من حلمنا عم تبعدنا
بوقتنا الغالي

سؤالي عم يتكرر
ادّام الوجوه الغريبة
ادّام القصص العجيبة
ادّام الوجع الغافي

و جوابي عم يهرب
بطّل بدو ينطر
همّو انّو ينضر
بالشجر العالي

شو بدّي أعمل
و أنا ما بعرف حدا
شايفة النّاس بتتحرّك
ع طرقات الهدى

متل الغريبة ل عم تتبسّم
للنجوم بالسما
و ألبي بقي هيك
وبعدو ما انشفى

Sunday, August 06, 2006

برنامج الطّبخ

مرحبا أعزائي المشاهدين

وصفة اليوم سهلة التحضير. ما عليكم سوى تدوينها على ورقة و سترون كم أنّ عائلتكم ستسّر بها. نبدأ أوّلا بالمكوّنات:

- قدر كبير من الكذب
- كوب و نصف من الغش
- ملعقة صغيرة من تأنيب الضّمير
- ملعقة كبيرة من الملح و البهار
- كوب كبير من الدّموع
- كوبان من الماء

نبدأ أحبائي السّادة المشاهدين، باحضار الكذب و نسكب فوقه الماء.نمزجهما بقوّة مع ابتسامة السّخرية على وجهنا... نعم هكذا.. علينا التأكّد من أنّ الكذب قد ذاب تماما كي لا يخرّب الطّبخة. عندئذ، يظهر لدينا التّنويم المغنطيسيّ، فنسكب الدّموع فوقه مباشرة" من أعيننا ونتابع المزيج...هكذا..نضع القدر فوق النّار لمدّة ربع ساعة ولكن قبلا، نضع ملعقة الغش فوقه..بهذه الطّريقة..
عندما تغلي الطّبخة، نضع الملح و البهار حسب الرّغبة..هكذا..
هاها ! الرّائحة لذيذة فعلا، يا ليتكم معنا هنا لتشمّوا!
في النّهاية، نسكب الطّعام في وعاء التّقديم و نرشّ عليه بضع قطرات من تأنيب الضّمير. و لكن هذا حسب الرّغبة وليس ضروريّا...أجل

حسنا أحبائي و أعزائي و فلذات كبدي.. كنتم مع برنامج الطّبخ اللّذي يقدّم لكم أشهى الوصفات العالميّة و أنا أكيدة لو ذاق أطفالكم هذه الطّبخة، لأكلوا أصابعهم من بعدها.هاهاها!!!

الى اللّقاء!!!

*تقولها مع ابتسامة عريضة و غمزة عين!




باقة ورد وهميّة


جميعنا نبدأ من الصفر...و من انطلق من المئة، فليتقدم ويتباهى أمامي
جميعنا نعي وجودنا و نتعلم. تماما كما أبحث ببطء على حرفٍ عربيّ معين في هذا الحاسوب القابع أمامي

أود في بداية فلسفتي المتواضعة تلك، أن أغوص في خضم الذّات و أعبر جسورا محطّمة رغما عنها، لأنتشل ذكرى انلوت تحت ثقل غبار ثائر

لا بد للانسان أن يعترف بجميل نفس أخرى عليه و مدى تأثيرها في وجوده، خاصة للمستقبل
و لا تنقك صورة هذه النفس تهجم عليّ، بدون اذن..بدون صفارات انذار و من غير احم و لا دستور

و في ظل هذه النوستالجيا العذبة الّتي غالبا ما نجرفني الى أعماقها، أقبع،مكتّفة الأيدي، عيناي تبحثان بملل عن مفتاح ضاع خلال الستوات الستّ الماضية، فما ألبث أن أقف ببطء وأرمي كل الأقفال النائمة على حجري.
أنفضها، أرفسها و أدفشها داخل حلقاتٍ منسية

لا بدّ للكلمات أن تظهر يوما ما
و للحروف أن تتحرر من وكرها

نعم!!
تحيّة الى هذا الانسان الّذي علّمني أن أمسك بالقلم و أحضن القلم و أقبّل القلم..
الى أستاذٍ اعترف أن الكون مبنيّ على كلمة و على دمعة و على قلم...

و بين حطام أبنية و بقايا لبنان ينازع...
أكنفي بباقة ورد وهميّة...



Friday, August 04, 2006

سؤال؟


"أعطني الناي و غني"
أغنية عذبة للسيدة فيروز، لطالما رددتها في معظم الأحيان.
و قد أردت هذا الصباح بالذات، أن أدخل دهاليزا معبقة بدخان كثيف. طبعا، أنا لا أهوى الأماكن المقتمة و لا سبيل الا اطلاق السيقان للرياح و الهروب منها عند التواجد و كان بحثي عن جواب مقنع يحثني للولوج الى النقاء.

و تعيدها
"أعطني الناي و غني"

لما أرادت الناي فقط؟
لما قايضت صوتها بآلة موسيقية؟ بل لم رفض صوتها النسائي أن يعلو و يتمايل باغراء بين السحاب؟
ألا تعلم أن ذرات الصوت لا تفنى؟
هي تبقى سائحة في الفضاء منذ و الى آلاف السنين.بل لعلها تصل الى مملكة الخالق ايضا...
و لهذا يحلو الدعاء.
و يطيب صوت المشتاق
ويضمحل سكون الأخرس

أصر...
لما أرادت الناي فقط؟؟