Saturday, September 30, 2006

دعاء بمصاري

آخر صيحات الموضة: الشّحاذة على الطّريق.

بينما تسير على الطّريق و الزّحام يبحث عن طريق خالية ليتجمّهر فيها، تنْبع الشّحّاذات من هنا و هناك، فيتمنّيْن لك نهاراً سعيداً على طريقتهنّ الخاصة.. و ما هي الاّ ثوانٍ حتّى ينقلب يومك الى سعيداً جدّاً...
رأتني من بعيد، فركضت باتّجاهي... بعثرتُ نظراتي بحثاً عن مفرّ... سحقاً !! فات الأوان...
تُبدّل معالم وجهها فينقلب الى معاناة أمّ باكية:

- اللّه يخلّيلك هل الوجّ الحلو!!
اللّه يبعتّلك ابن الحلال ليسعْدك !!
عطيني 250ليرة !!

- مين صبغ لك شعرك يا صغيري؟
أنظر الى الخطوط الملوّنة على رأسها.

- الماما!

- طب خلّيها تبيع الصّبغة و تعطيك ال250!!

- اللّه يلعنك !!

و في الجهة المقابلة، رجلاً يعاني من شحّاذة أخرى. فتنهال عليه بالضّرب!!
تمالك تفسه و الحرب العالميّة قد تفاقمت في داخله

- حقيرة !!!

- ها ها ها !! أخرق !!

Wednesday, September 27, 2006

تصريف

هو يكترثْ
هما يكترثان
هم لا يكترثون

هي لا تكترثْ
هنّ يكترثْن
هما..

أنا..
نحن..


بلا بلا بلا

Tuesday, September 26, 2006

استيريوتايب

لا أدري لم تتصرّف النّفوس بجهلٍ فاضح. فما أن يقبل رمضان حتّى ترى جيشاً آسراً يصطفّ عند بائع الحلو:

*دخيلك عطيني أربع دزينات زنود السّتّ و دزينتان شعيبيّات، حماتي جاية اليوم!!

رمضان أصبح متّصلاً اتّصالاً وثيقا بالطعام..

وكلّ ما يخيّل الى المرء هو الفطور و السّهرة ما بعده في القهاوي..

* عمْ تابع مسلسل على التّلفزيون ، رغم انّو أنا ما بحبّ الأفلام و المسلسلات. بس بما انّو
موسم رمضان، لازم امشي مع الموضة. خاصة اذا حدن سألني شو صار بالحلقة الماضية، ما بدّي اطلع جاهلة !!

على كلّ حال ..

رمضان كريم


Sunday, September 24, 2006

أنا هنا

أبحثُ عن حواسي الخمسة
فأخرج لألملمَ آثارها

اين المفرّ في صحراءٍ باردة
عندما يتلاقى السّراب مع الواقع؟

هناك واحة..
بعيداً بعيداً...
فلأركض!

أهرع كصبيانٍ تتسابق
ألقي جسدي في المياه الدّافئة
وأطبْطبْ رجلاي بسعادة طفوليّة
فالبحر هادىء اليوم
الأولاد تبني قصوراً رمليّة
و الفتيات يلويْنَ أجسامهنّ على صوت مذياعٍ قديم

و حواسي الخمسة تقبعُ عالياً
عند التّلة...
ابعدُ المارّة عن دربي

وصلتُ اليها أخيراً..

كانت تتلاثم بشغف...

Friday, September 22, 2006

و يعود



...و يعود

،كلاماً

،أغنية

أو حلماً

Tuesday, September 19, 2006

اجتماع المدوّنين 12

على أساس انّو اللّقاء يكون عل السّاعة سبعة المسا، بس الانتظار شرط أساسي من الرّوتين اليومي. والاعتذار بكون ملوّن :"نسيت ساعتي بل البيت"، أو" ضيّعت الطّريق" أو "عجقة يا زلمي" أو حتّى "ناطر تعليق من أوكيوبايشن". بس المهمّ انو تلاقت المجموعة بعد غياب، وطلّتْ وجوه من السّفر وغيرها جديدة وبسرعة توجّهنا الى "مطعم منير" ببرمّانا، لأنو، بصراحة، صرلنا صايمين لهل الوليمة يومين ونصّ.

اهتمّت ايف بالتّرتيبات وحجزتْ طاولة حدّ الوادي (باسم السيّد إيف). كانت الفكرة حلوة خاصة وانّو بيروت كلّها بتبيّن بسهولة للقاعدين (وإنو حرام يكون في وادي وما نرمي حدا فيه!). بوب وجمال كانوا حايصين وعم يفرْكوا ايديهم: "بدنا نحكي سياسة يلاّ". و بعد توسّلاتنا، ضبطوا حالهن شوي. ومتل العادي، جرى تعريف بسيط من قبل كل شخص: هاشم كان أوّل ضحيّة، و شرحلنا أكتر عن اختصاصه "التشريحي"، بس ما نجح إنو يسدلنا قابليتنا للأكل. أحمد اعترف قدّيش بيكره شغله، اللي من ضمنه يسمع مشاكل النّاس عالتلفونات (إذا حدا عندو مشكلة، رقمه معي)! أنا من بيروت فسّر الفرق بين البلوغ والبيلوغ واشتكى إنو الجنس اللطيف ظالمه هالإيام. ديليريوس قدّمت اقتراحها الخاص عن المشكلة اللي شاغلة بال الكل: الفرق بين المجدرة والمدردرة (ممكن حدا يفكّلنا هالعقدة ويقلنا شو بالظبط الفرق بين المجدرة والمدردرة؟). بهل الوقت، قرّب النّادل عم يجرجرْ اجرو، وكأنّو عم بغنّي لأم كلثوم: "شو بتطلبو يا عيني؟".
ما كذّبنا خبر! ونزلتْ المازة اللّبنانيّة اللّذيذة عل السّريع.
ومين فيه يهرب من الحمّص و التّبولة وورق العنب؟ مالدورور اندمج بكاس العرق وضحى بعّدتْ صحن الكبّة النيّة عنها.
هل الوليمة بدّا صورة. بس نحنا يا جماعة منذكر بقية المدونين ببالنا وقلوبنا، لكن مش وقت يصير الحكي عن بطوننا.
وأصرّينا نعرف أكتر عن الوجوه الجديدة: رانيا وعدتنا انّو لح تخصّص وقت أكبر للكتابة بما انّو شغلها ما بيسمحلها. محمد راجع ع فرنسا ليكمّل الدكتوراه، وخبّرنا عن اجتماع سريّ للمدونين صار بتولوز. وريم موظّفة وعم تكفّي دراستها.
و قريب منّا، استمتع واحد ومرتو بأحاديثنا وسكّتها حتّى يركّز على أرقام سجلاتنا واسم المختار (من ضمن شروط التّعريف بالمدوّن).
و بلّشت هل العجقة، وفات ناس أشكال و ألوان. أكيد بدون ما ننسى الأولاد الملائكة وطبعاً بكاءهم المتواصل وممارسة أنشطتهم على بعد أمتار عنّا.
حسن طلع بيعرف تلت المطعم، و شو كان صار لو طوّلنا أكتر؟
و بعد الأكل، كانت التّحلية عبارة عن قسمين: تناول صحن سياسي دسم وهيدا شيء لا بدّ منّو والجلسة ما معقول تكمل بلاه، ومنظرنا نحنا وعم نقسّم الفاتورة.
و بحب شير لشغلة، انّو كنّا مجموعة صحيّة. 13 شخص وما حدا دخّن سيجارة واحدة!

Sunday, September 17, 2006

خطى

تتسابق الخطى..
مقهى قديم عند منعطف الشّارع
السّماء لا تنذر بالأمطار
والسّاعة في المعصم تشير الى السّابعة

تتسابق الخطى من الجهة المقابلة
حبّات لولو اندثرت
العلامة بانت من الأعلى
و السّاعة في المعصم تسير بعكس الاتّجاه

ملاكٌ انزلق
اقلام التّلوين تبعْثرتْ
انحنى يلملمها
وأخبىء بعضها تحت التّراب
ثمّ رفرف فوق البحار
و أطعم الباقي للأسماك الجائعة

اقترب من ذاك المقهى
وراح ينصت الى الخطوات المتسارعة
انّه يغنّي....

Saturday, September 16, 2006

كرمس التّخرّج

عندما يتخرّج المرء من الجامعة، يتباهى بنفسه لدرجة أنّه يتمنّى لو يراه العالم بأكمله يعتلي المنصّة ويمسك بباكورة أتعابه الدّراسيّة.

و أمّا عن نفسي، فقد اعتزلتُ هذه الفكرة البارحة مساءً..

في الواقع، دُعيتُ البارحة الى حفل تخرّج أحد الأصدقاء في الجامعة حيث أدرس. و عليّ أن أعترف، كان الجوّ كارثيّاُ: فقد حضر الأهل و الأقارب و الجيران و أولاد الحارة و بائع البوظة لمشاهدة فلان يتخرّج.

ما ان دخلتُ الى المكان، حتّى صفعتني الدّهشة و ناديت معجزة تُقيلني الى غرفتي، فأتلذّذ بتأمّل جدرانها بدل من رؤية "كرمس العيد".
نعم، كان هناك مهرجاناً : أولاد صغيرة تتسابق، فتيات يبتسمْن لشبابٍ منفوخة، أمّهات أتيْن بثياب البيت و قررْن انتعال الشبشب.

جلسْتُ وأنا أتصنّع الهدوء. و ما ان بدأ التّخرّج، حتّى اصطفّ جمهورٌ معيّن و راح يتقاسم محتلف أنواع السّكريّات و الملذّات .

تبكي فاطمة: يا ماما، هيدا "علي" أخدْلي كيس البطاطا !!!
-" خلص اخرسي انتِ و ياه ." قالتها ببرودة ولا مبالاة.

و توالتْ الخطابات التّافهة من رئيس الجامعة و عميد فرع القمر و الشّمس و عميد الأخضر و اليابس فملّ الجالسون فنام البعض، و تعارك البعض الآخر.

و أخيراُ، و عند توزيع الجوائز، تجمّع المصوّرون حول المسرح بكثافة، حتّى بتْنا نسمع الأسماء فنتخيّل كيف يكون شّكل المتخرّج أو كيف يتصرّف آنذاك.

عدتُ الى منزلي و الأفكار ترقص في عقلي.

ورحت أردّد على نفسي :عندما أنهي سنتي الدّراسيّة الباقية، سأكتفي بأخذ الشّهادة من مكتب الجامعة.

واسلقيْتُ مبتسمة.

Thursday, September 14, 2006

تحيّة

البارحة، و بينما كنت أسير على طريق لامعة بهيّة،
رأيتُ الذّكريات تلوّح لي من بعيد
حاولتُ التّصرف بسذاجة و كأنّني لم أبصرها
و لكتّها اقتربتْ منّي بثقةٍ متعالية.

سألتُها عن حالها
لم تجبْ، بل تففّدتْ الجيبْ المتعدّدة في سروالها
و عرضتْ عليّ تفاحة شهيّة.

وراحتْ تتمعّني عن كثب فتدور حولي

كهنديّ بدائيّ، يمارسُ طقوسه حول نارٍ متأجّحة أبيّة
كامرأةٍ اسبانيّة ترقص باغراءٍ فاضح على موسيقى ثوريّة
كعجوز تنتظرُ معجزةً سمائيّة تنقلها الى براعمها الفتيّة...

وعادتْ فعرضتْ الفاكهة النّاضجة أمام عيناي،
فتمشّى خجلٌ طفبفٌ في عروقي:

- شكراً ،و لكنّني أفضّل التّفاح الأخضر الحامض

ظلّت صامتة كعادتها
فتركْتُها وحيدة ، تُقضم أظافرها...
كانتْ تفكّر...

Monday, September 11, 2006

نزهة

بعد أن عادت الحركة شبه طبيعيّة في لبنان، قررت ، أنا و بعض الأصحاب تعويض الأوقات الهاربة منذ الحرب الأخيرة. افترشنا الأرض بضحكاتنا المكبوتة ، كما تواجهنا مع البحر الّذي كان يتحمّل فراغ الحياة آنذاك.

وبينما كنّا نتبادل الحديث الرّوتينيّ : " بكره عندي امتحان"... " سمعتوا الأخبار؟"... "تعالوا تغدّوا عندي بكره"... اذ بنا ننظر الى السّماء، فتتهارع الأيدي للبحث عن الكاميرات : عناصر الUN تحوم في سماء بيروت...










وصيّادٌ ينتظر....

Saturday, September 09, 2006

fawazeer

أتتذكّرون أيّام رمضان القديمة، حين كانت الفوازير تحتلّ الشّاشات. ابتداءًا من سمير غانم و زيّه الأخضر،مروراً بنيللي و شريهان مع ألوانهما المزدحمة المعبقة

و من البرامج اللّتي استحوذت انتباه المشاهدين هي حوازير"أفلام-مسلسلات-أغاني".و هنا يحاول المتسابقون معرفة اسم عنوان معيّن عبر تمثيليّة بسيطة من أحد المشاركين الّذي يقف في الوسط،و يحاول تقليد قدر المستطاع ذلك الاسم المختار

فلو طبّقنا هذه اللّعبة هنا في لبنان و في ظلّ هذه الأجواء لاسْتخلصنا هذا:

يقف المشارك ليمثّل أغنية. بيدأ بلمس قلبه و علامات الألم تظهر فجأة:
- سلامتك من الآه ؟؟.......
- بحبّك و داري؟ ....
- ما تبكيش يا قلبي؟؟ ...
- يا قلبي حرام عليك؟؟؟ .........

و بعد الاستسلام، تبان النتيجة: يا بابا أنا واوا .

"فرصة ثانية"، يصرخ المقدّم..." و لدينا أغنية أيضاً. يا للحظ الرائع"...

يقف الممثّل و كأنه يرتكب جريمة:
- يا سارق قلبي؟....
- أحلامي سرقتا؟...
- ..... ؟
- هالحرامي المجنون؟...

-"يا للأسف" .. هاهو المذيع مجدّداً. " و الجواب هو :ذنبي، آه ، ذنبي، تعّبتلّي قلبي. أداري و اعاني و خبّي .. آه ذنبي!!!"

-؟؟؟

-" و لو؟ معقول النتيجة حتّى الآن؟ انّه لشيء مخزٍ.. ركزوا!!"

Monday, September 04, 2006

و بعدبن بآ ؟؟




Word Verification
uweidfchjd


Type the characters you see in the picture above



شو قصّة هال word verification؟

حدن يفهّمني...

كل ما دقّ الكوز بالجرّة بيطْلعولي...

وما تحلم تكفّي اذا ما كتبتلّن ييهن

بيكتبوها بطريقة راقصة، أو بيلزْقوها ببعضها ب"طريقة فنيّة"

منيح ما كانوا بالصّيني أو باليوناني، كنّا ضلّينا نتفرّج ع بعض

و منيح ما كانت: حِلْ هالحزّورة و اذا ما عرفتْ خليكْ عم بتفكّر...
أو : أعطي جواب ل هلّ العمليّة الحسابيّة المعقّدة.... ساعتْها بضلْني نادي اختي كلّ دقيقتين

يلاّ ، أكيد هيدا عمل خير من شي حكيم عيون بدو مصلحة الشّعب المعتّر يلّي ما عندو شي غير هالكمبيوتر ليتسلّى في.

بسيطة اذا هيك...!

Friday, September 01, 2006

شوارع بيروت

أعشق شوارع بيروت.

تصيبني قشعريرة حارّة عندما تقبّل رجلاي أرضها
و يتملّّكني شعورٌ عامرٌ عند التّحدّث الى مبانيها و عواميدها.

بما أننّي أمارس رياضة المشّي خلال السّنوات السّتّ الماضية، تعلّقت بأرضٍ سرعان ما أصبحت لي، بمفارق طرقات مهجورة،و بمبانٍ عتيقة تبحث عمّن يسلّيها.

أرفض النّوادي الرّياضيّة.. فهي تصيبني بمللٍ فاضح. فأخترع عندئذٍ مختلف أنواع السّباب. و تنهال الشّتائم خاصةً على البساط المتحرّك . فيخيّل للمرء أنّه يسير مطوّلا دون الوصول. وبعد أن ينهي الوقت المترتّب عليه، يستيقظ من سباته وهو في المكان عينه، حيث مدرّب مفتول العضل بشكلٍ يدعو للتّقززو شباب ٍ تغمز لذاتها عندما تتواجه مع المرآة.

والهرب الى شوارع بيروت هو الحلّ الوحيد
المنارة، حيث الكورنيش البحريّ ، كانت سبيلي. فعند السّادسة صباحاً، أسمع نداءالبحريغازلني. وعيون العجائز تحدّق بي طويلا.أمّا عند مغيب الشّمس،تتحوّل الى عرسٍ صيفيّ ورائحة القهوة اللّذيذة تملأ الأجواء.

وتغيّر اتّجاه سيري، وأنا أميل بطبعي الى الهدوء والسّكينة. فكانت "الجميزة" في العصر في أبهى حالاتها.واتصلت بأحد ادراجها الهائلة بشكلٍ عميق.و مجرّد أن أتأمّله، يصيبي شعورالتّحدّ والقوّة والغزيمة لصعوده.

أعشق ييروت،
أعشق حبّها لذاتها
أعشق حبّ أبنائها لها،
و أعشق حياتي و أنا فيها...


و أنتم؟
أيّ شوارع تعشقون؟