Monday, June 23, 2008

ليومٍ واحد فقط

غادرْ..

غادرْ يا طيفاً استبدّ بي منذ حين،

أيا جمالاً طغى على السّكينة فأذابها، أنْبتها زهراً و زمرّدا

غادرْ لأهرّب ابتساماتي في أكياسٍ بلاستيكيّة
ونهرع كلٌ على حدى بعيداً عن صمت السّكون


لمستُه.. أطلَ على فؤادي لوهلة وبنى لخجله قصراً منيعاً
لمسته، أحببته لساعاتٍ قليلة فلمسته من جديد..

جمالي استسلم ليومٍ واحد
وتبعثر كياني يبن ألعاب طفلٍ متوحّد
فبتّ أدور حول جسدي بردائي البنيّ المزركش
أنادي السّماء للمرّة العاشرة:

يا زماً أعطنا زادك و خمرك
واسكب الدقائق فوق ثوانيك برفق فلا تخدش آنيتي..


يا طيفاً ترحل غداً..
جعلتني أؤمن للحب باباً
وللودّ عنواناً
وللحنان سكينة ملساء


غداً بعد أن تقبع بعيداً.. أرسلني

وخاطبْ ساعي البريد يتنظر فصولاً تحت شرفتك:

" إلى من أحببتها ليومٍ واحد... "




Tuesday, June 17, 2008

إليكِ يا قديمة





و سبحتْ اللّحظات في يمّ العودة،
ودنتْ إلى حيث اجتمع حلمُ يُروى في الأقاصيص و الصّفحات..

نفضتُ غبار العبئ عن ذرّتي
واستمْتعتُ برقْصنا. على أنغام صراخنا

أنا و أنتِ ...

كعادتنا نبتسم،
و نحصي أنفاسنا..

وتماماً نقسم أن الوقت سيعدو فرحاً، بل ممتعاً..

كالإنتظار نسينا، وللحلم بطلٌ يمتطي صهوة جوادٍ
ويتوجّه نحونا

يمسك بيدنا.. يوشوش شعراً وابتساماً..

كنّا هناك.. أنا و أنتِ..

تحلمين بالغد فأعيدكِ للماضي..

اثنتان تتأمّلان..

تبكيان..




ترقصان











Friday, June 13, 2008

بيني والأرق


لم يزرني النّوم هذه اللّيلة

استقبلتُ الأرق عندئذٍ وتبادلنا الحديث مطوّلاً:

-" لطالما راقبتُكِ من بعيد،متعبةً مثقلة المشاعر،

تدفنبن وجهك في وسادة عتيقة قد سئمتْ منكِ

من أنتِ؟"

سؤالٌ أصاب اضطرابي وزيّنه كعذراء عاشقة..

-" لماذا تتردّدين؟ لماذا تتلعثمين؟"
و من البساطة.. لماذا تتهرّبين؟ "

سهامُ خدشت مسمعي، وأسكبتْ خمر الأغاني على جسدي


ضحك الأرق بسخرية و آثر على استجوابه اللاّذع:
-"لا تتهرّبي يا صغيرة و تبحثي عن الولوج سبيلا
لا تتذرّعي بالإنشغال وتكتمي صرخةً آبيّة.."

ضحكته خرقتْ جدار الصّمت ، وتحوّل إلى شريرٍ بفترس ينتفض..

وما هي إلاّ أن هببتُ من سريري و توجّهتُ نحو الأرق مشمئزّةً:
-" فلنذهب إلى الجحيم ! ! "


لوحة زيتيّة

فتات الخبز تفتّت، يبس، عفن..

ضحكةُ أولى ارتسمتْ
مكثتْ على الثّغر،
وأخرى أعمق
ومن ثمّ سكنتْ

ألحانُ تمشّت بين الأشجار
طيورُ رافقت الحصاد وقطعتْ حبل الوصال..

ما أجمل من أوسمة تربّعت على الصّدور
تيجان بهرتْ العيون
وصباحٌ هاجر مساءه...

ما أجمل من حب قلبٍ لقلب
اتّفاق بين القلم و الورقة
العين والإبتسامة...

ما أجمل من سماءٍ استقبلت فراقدها
وترصّعت بألوانها و بدلالها
ولامستها بشغفٍ يعيق أنفاسها..

ما أجمل من أفكارٍ علّمتْ الذّات الكثير
ولكنّها لن تلبث إلاَ أن تموت وتفنى
وتدفن في قبر الأيّام..
في قبر اللاّعودة...

Thursday, June 12, 2008

تحت رذاذ المطر، وقف يبحث عن سيارة أجرة..
الهواء يدندن برفق، يبعث قبلاتٍ إلى قمرٍ قبع في الأعالي.

طلبَ من سائق الأجرة أن يزيد السّرعة، فيسابق الزّمن
ويصل قبل اللّحظات والهنيهات والومضات..

دفع إلى الرّجل ما يرضيه
ترجّل من السّيارة لا يبصر أمامه
فلطالما أعمتْه الرؤيا
وسكن الخوف محياه.

اقترب منها، تنزوي في مكانها و تداعب شعرها بهدوء كامل..

وعندما ختمتُ أقوالها

شمختْ بقامتها ورحلتْ

وتركتْه وحيداً يشبه صخرة...

صخرة تستقبل رذاذ المطر الخفيف.

Wednesday, June 11, 2008

عندما لم يغنٍ

على طاولة مستديرة..في طقسٍ أشبه بخريفيّ
جلسا متواجهين
عيناهما نقاب ما لبث أن انكشف أمام الغموض على محييهما

بهدوءٍ فاضح، راح يرتشف قهوته الّسوداء
لم ينظر إليها بعد،

صرخ للنادل :

-أحتاج المزيد من السّكر !!

رمى مكعّبين في القدح يتبعها رسومٌ دائريّة بطيئة.

أدنى الفنجان إلى شفّته السّفلى يرتشف ما بداخله..

أمّا هي، ... تعاركت الأفكار في ميدانها:
ماذا لو تكسّر جميع الآنيات و تنقضّ على ثغره ملتثمةً ؟

أو تتحوّل إلى نسيمٍ حرّ يلامس الأخضر في مقلتيه ؟

أخيراً .. استهلّ الحديث بصوتٍ غادر عالمه ،

أشحَذَها ما لم تتوقّعه :

- " من أنتِ ؟ "

لا تغادري يا آخر آمالي

للخشوع أوان
وللسراب مكان

أعطني وعداً و دع كلّ كتابٍ يفني
وجود الحبّ الأناني

للخشوع أوان..
وأنا أكتب لأعبد

لأشعر بنارٍ تتقمّص في زاوية معبدي

هيهات ما أنا أرفض الوفود المقبلة
طقوساً تمارس سحرها حول ناري المتأججة

يا زمن أبعدْ الضّغينة عن صليبي و هلالي
قد جفّ نبع الياسمين وأخرج غادة الأماني

والبيادر والسّهول ركضت كالصّبية خلف الحِسان..

لقد آن الأوان...

وللخشوع مكانٍ ..

أفسحوا الطّريق..قد اقتربتْ خيّالة السّرابِ...

محاكمة

أجبرني على الإعتراف
قيّدوني بالسلاسل الحديدية
وهددوني إن لم أستجب لرغباتهم
كانوا تارةً يوجّهون كلّ ما يلمع إلى وجهي
وطوراً يومضون أعينهم منتظرين.. متأمّلين..

أتوا مندفعين
قاطعين أيّ فرصة للجدال أو التفوّه
ساروا كأسراب غنم متوحّش






وأجبروني على الإعتراف




عن اخراج الألم من حنجرتي

عن إعلان رغبة معبقة بدخان لفافتهم




-" احتاج إلى سيجارة !"

عدد الأيام

أعدّ الأيام... تنجلي الأرقام سريعة أمام ناظريّ و تبحث عمّا يحثها على الكلام
أعدّها و السّبحة وقعت فغمرت الأرض بأسرار حُبيباتها وبصدى النفوس داخلها.

لا بدّ للحروف أحياناً أن تعبق في السّماء
لا بدّ أن تركتب جريمتها فتقتل السّكون أحياناً
أما الشجن، فلا بدّ له أن يرتاح و يضيف نكهة مميزة إلى لسانه.

طوّبيتني الذّكرى..
قدّستني..
كلّمتني مطوّلاَ
وتغلغلتْ في أعماقي كأسيرٍ نساه النّسيان.

وأنا، تلذّذتُ بتقبيلها
ومطارحة الحبّ مع أيّامها
وإسماعها ما تريد أن تسمع..

وبينما أنهمك في أوراقي،
يتوقّف كلام الملوك وينسرح الهدوء الصامت
فشهق الأخرس منها
وتلذّذ بسماع دقّات الذّكرى و ألحانها
وبمداعبة أجمل اللّحظات !!